Wednesday, May 11, 2016

انخيل فيار واللواء الرجوب


حسام عز الدين
2016-05-11
التقيته قبل حوالي العام في احدى المنتجعات الرياضية التابعة لنادي ريال مدريد، في اطار ورشة عمل حول مفهوم الاتصال والتواصل في الاندية الرياضية بدعوة من الفيفا.  
رجل اشيب، لكن عينيه تظهران انه متمكن من المهمة او المهنة التي يقودها في رئاسة اتحاد كرة القدم في البلد التي باتت انظار عشاق اللعبة تتجه اليها حينما يكون الحديث عن بطولاتها. 
   
وقد لا يعلم كثيرون ان رئيس الاتحاد الاسباني لكرة القدم انخيل ماريا فيار ( 62 عاما) يتربع على رأس الاتحاد الاسباني منذ العام 1988، وقد لا يعلم كثيرون ايضا  ان هذا الرجل دائم العراك والمعارك مع الصحافيين الرياضيين ومع مؤسساتهم الاعلامية، غير ان  الانجازات التي حققتها  بلاده في فترته ابقته على دفة القيادة بحيوية ونشاط مكنته من محاربة خصومه على مختلف الجهات.   
وانخيل هو الرئيس رقم (32) للاتحاد الاسباني الذي تاسس العام 1903، وقد يكون هو اكثرهم تربعا على هذا المنصب.  
   
لم يخف انخيل خلال حديثه امام الحضور الانتقادات التي توجه له، لكنه بالمقابل يقول انه يرد على هذه الانتقادات بما حققه من انجازات للكرة الاسبانية التي باتت اليوم  الاولى على صعيد المتابعة من جماهير اللعبة في العالم. 
وخلال الشهور القليلة المقبلة، يطل علينا استحقاق  الانتخابات الفلسطينية لاتحاد الكرة الفلسطيني، وبالطبع ما يحكم هذه الانتخابات هو النظام الاساسي الذي تضمن مادة تقول ( لا يجوز لرئيس الاتحاد الترشح للمنصب لأكثر من فترتين متتالتين)، وهو الامر الذي قد يعيق ترشح رئيس الاتحاد الحالي اللواء جبريل الرجوب الى هذا المنصب رغم  الانجازات التي تحققت في عهده والتي نقلت الكرة الفلسطينية الى مستويات مختلفة سواء على صعيد التصنيف العالمي او على صعيد القدرات الفنية للعبة.       
 
ان كان  القانون الاساسي قال ما قاله في هذا الشأن، لكن القانون تحدث كذلك عن امكانية تغيير بنوده من قبل جمعيته العمومية، بمعنى امكانية التعديل على النظام الاساسي بأغلبية ( 50+1)، اذا كان هذا التغيير سيصب في المصلحة العامة مثلما يحدث في مختلف انحاء العالم.
 
لم يمر على الاتحاد الفلسطيني 31 رئيسا مثلما كان عليه الحال في اسبانيا، لكن وبحكم متابعة كاتب هذه السطور للحركة الرياضية منذ اكثر من 30 عاما، لم تصل الكرة الفلسطينية الى ما وصلت اليه  اليوم من تطور هائل في زمن قياسي اقل من ثماني سنوات، وهو الامر الذي من المفترض ان يدفع الجمعية العمومية الى نصب سياج او جدار عملاق حول هذه الانجازات للحفاظ عليها، وتجنيبها فيروسات الخراب والتشرذم التي اصابت كثير من قطاعات مجتمعنا الفلسطيني، والسعي ايضا الى معالجة الاخطاء التي وقع فيها الاتحاد خلال السنوات الماضية.
لا اكتب ما اكتبه نوعا من النفاق الاعلامي، لان ليس لي لا ناقة ولا بعير مما اكتب، لكني اكتب من منطلق المنطق والعقل الذي يحتم علينا تجهيز  انفسنا مسبقا لما هو ات، داعيا وبكل وضوح الجمعية العمومية للاتحاد الفلسطيني الى بدء العمل من اجل عقد جلسة غير عادية واجراء تعديلات على النظام الاساسي، ليس للإبقاء على الرجوب رئيسا للاتحاد فترة اخرى، وانما كي تبقي عجلة التطور الرياضي في طريقها نحو تطورات اخرى باتت جماهير اللعبة تنتظرها.       
لا اعرف حقيقة ان كان اللواء الرجوب يريد البقاء رئيسا للاتحاد ام لا في الفترة المقبلة، لكن ان اراد البقاء فيجب تسهيل  الاستمرار القانوني لذلك، وان كان لا يريد البقاء فيجب  السعي نحو دفعه للبقاء فترات مقبلة.
-See more at: http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=10ebe296y283894422Y10ebe296#sthash.aXG1o6GY.dpuf

No comments: