مركز (سيلفي) الاعلامي:
مهما كانت الاسباب التي دعت الى تنفيذ عملية القتل التي ذهب ضحيتها الصحافي السعودي جمال خاشقجي، فان العملية بفظاعتها ادت الى نتائج كارثية على منفذها الذي يبدو انه لم يكن يعي تماما العواقب الوخيمة لهذا الفعل، ذلك الفعل الذي اعتقد بأنه فعل وطني او شخصي سيحقق الرخاء لبلده او لنفسه.
كثير من عمليات الاغتيال وقعت في باقي بقاع الارض على مدار التاريخ، غير ان تلك العمليات لم تجر في ظل هالة الاعلام وتكنلوجيا التصوير الرقمية التي نشهدها هذه الايام، لذلك قيدت غالبية تلك العمليات ضد مجهول.
فإن كان المنفذ ( مصدر أمر قتل خاشقجي ) اعتقد أن التخلص من هذا الصحافي بهذه الطريقة او غيرها، سيريحه باقي حياته، فلينظر الى ما جرى عقب ما اقترفته يداه:
- وضعت البلاد تحت ضغوط دولية هائلة، قد تؤدي الى تغييرات هائلة فيها.
- وضعت قيادات البلاد تحت ضغوطات وإحراجات، على الاقل افقدتها الصورة السابقة لهم امام عديد من الدول.
عقلية التخلص من المعارضة بند دائم على اجندة القادة العرب منذ بدء التاريخ، ولدرجة ان هذه العقلية لا ترى ولا تسمح لنفسها بأن ترى ما يدور حولها اليوم من تطورات تفقدها القدرة على التصرف تحت الطاولة.
ولا زالت هذه العقلية لا تعرف او لا تريد ان تعرف أن كل حركة تتخذها ضد معارضيها باتت لصالح المعارض وليس لصالحها، ولم تعد تدرك بان الطريقة الأمثل لمواجهة المعارضة هي الفعل على الأرض لصالح الشعوب و البلد وليس الالتهاء بأليات وتفاصيل طريقة التخلص من المعارضة، لان من فشل في تحقيق شيء للشعوب سيفشل في اخراج سيناريو عملية قتل نفذها.
جمال خاشقجي حقق في مقتله اضعاف اضعاف ما كان يريد أن يحققه لصالح بلاده من خلال كتاباته قبل مقتله.
No comments:
Post a Comment