Sunday, August 19, 2018

صحافيون زي "اللي بتتباهة بشعر بنت اختها"

اعلن في رام الله  عن اغلاق محل للشاورما بسبب العثور على لحوم غير صالحة ومعدة للبيع قبل العيد بايام،، وليس هذه هي المرة الاولى التي يعلن فيها عن مثل هذا الامر، والذي تم بناء على تتبعات  من قبل الاجهزة المختصة، بمعنى ان الموضوع لم ياتي بفعل عمل صحافي ( كما هو مفترض) بحيث يدفع هذا العمل الاجهزة الحكومية للتحرك وملاحقة المتورطين بناء على العمل الصحافي.
بمعنى ان اغلاق هذا المحل وغيره من محلات سابقة هو عمل خاص بالسلطة التنفيذية التي تحركت وفقا لما اقرته السلطة التشريعية وسيتم تقديم المتورطين الى السلطة القضائية ، والسلطة الرابعة ( الاعلام ) هو اصلا خارج القصة في هذه الموضوع رغما انها يجب ان تكون جزءا اصيلا سواء في الكشف المسبق عن حالة الفساد الغذائي هذه، او في متابعة تفاصيل التفاصيل فيما اعلنت السلطة التنفيذية عن اكتشافه.
لكن ما جرى تمثل في تغني الاعلام بما حققته السلطة التنفيذية، بل الذهاب الى ابعد من ذلك حينما قام صحافيون بالترويج لحالة الفساد الغذائي  عبر صفحاتهم الالكترونية  مرة  بطرق تهكمية، ومرات بطرق تذمرية تساهم في قلقلة الشعور العام تجاه الحالة الغذائية.
فالحالة الغذائية او الامن الغذائي ليس مسؤولية سلطة دون غيرها ، وموضوع الغذاء في المجتمعات غير قابل للجدل والانقسامات السياسية بل هو مسوولية كافة السلطات والمجتمع باسره ، بالتالي فمن غير المقبول اعلاميا التسليم باي معلومة تضرب الامن الغذائي او تشوش عليها دون ان يتم التحقق الاعلامي من كل تفاصيل هذه المعلومة، لا ان يتم الترويج لهذا الضرب وبالتالي الاسهام في زيادة التاثير السليي على المجتمع باسره.
فان تم الاعلان عن الكشف عن مواد غذائية فاسدة او اشتال حشيش فان دور الاعلام يتمثل في البحث عن تفاصيل التفاصيل لهذه المعلومة لتأكيدها اواضافة معلومات جديدة، او نفيها ان كانت كيدية ، والاهم من كل ذلك ان لا يقف الاعلام كما يقول المثل الشعبي ( زي اللي بتتباها بشعر بنت اختها ).

حسام عزالدين
هذه الصورة تعني كثيرا في عالم الصحافة الاستقصائية

No comments: