Monday, January 25, 2016

مشكلتنا الاعلامية : هل هي لدى الصحافي ( السائل) ام المسؤول ؟؟

كتب حسام عزالدين:
لم يعتقل الصحافي محمد اللحام حينما سأل الرئيس محمود عباس  عن مرحلة ما بعد حقبة الرئيس (بعد عمر طويل)، بل عالعكس تماما، رد الرئيس على اللحام، وأمام عشرات الصحافيين خلال اللقاء معهم في مقر الرئاسة يوم الأحد، بأن الصح هو ان نتحدث بلسان واحد وليس بعشرة السن، وان هذا الموضوع مهم وسيتم بحثه في مؤتمر فتح المقبل واجتماع المجلس الوطني.

قد تكون الاجابة التي قدمها الرئيس للصحافيين بشأن هذا السؤال غير كافية، غير ان السؤال بحد ذاته كان مهما، من حيث إمكانية أن يسأل الصحافي ما يريد حينما يفتح له المجال، إن سأل فقد قام بدوره، وإن لم يسأل فهذه ليست مشكلة المسؤول.
احاديث كثيرة دارت بين الصحافيين عقب انتهاء اللقاء مع الرئيس محمود عباس، والذي استمر لأكثر من ساعتين، ومن هذه الاسئلة، لماذا لم يتحدث الرئيس عن الأسير المضرب عن الطعام محمد القيق؟ ولماذا لم يتحدث الرئيس عن عمليات الإعدام التي تجري على مرأى من العالم، وكان اخرها الطفلة رقية ابو عيد؟.
لكن هذه الأحاديث لم تتناول الصحافيين أنفسهم، وأنا كنت واحدا منهم، ولم توجه الأسئلة للصحافيين، لماذا لم يسألوا هم عن هذه المواضيع؟.
الرئيس تحدث بصراحة متناهية عن مسألة التنسيق الأمني، المثيرة للجدل، وتحدث بتفصيل جديد حينما أشار إلى أن الأمن الفلسطيني يعمل بتوجهات مباشرة منه، وأن أي متفجرات أو أسلحة أو خلايا يتم منعها، لأنه لا يريد أن يتم جر الشعب الفلسطيني إلى حرب هو لا يريديها.
فطالما أن الرئيس تحدث بهذه الصراحة عن هذا الموضوع، فلن يكون هناك مانعا أمامه من الإجابة على أسئلة من الصحافيين بشأن القيق او الفتية والفتيات الذين يتم اعدامهم علانية من قبل  قوات الاحتلال.
القضية ليست، من هو مع الرئيس او ضده، القضية التي يتم الحديث عنها، عن أداء الإعلاميين أنفسهم في توجيه أسئلتهم إلى المسؤولين، إن كان القصد منها الكشف عن الحقيقة والحصول على معلومات جديدة، أم القضية أن الأسئلة توجه فقط كنوع من البرستيج.
بعض الصحافيين يقدمون مداخلة (سياسية) قبل أن يفهم أحد ماهية سؤالهم، ولدرجة كبيرة من الوضوح الذي يقول بأن هذا الصحافي يبغي تقديم نفسه إلى المسؤول أكثر من مبتغاه في الحصول على معلومة جديدة يقدمها إلى الراي العام.
من بين الأحاديث بين الصحافيين، الذين خرج غالبيتهم وهم يتمتم، ما بين معارض لأحاديث الرئيس ومؤيد لها، حينما تحدث الرئيس عن تأييده للمقاومة الشعبية وتأثره البالغ حينما يقتل طفل برصاص قوات الاحتلال وهو يلقي الحجارة، لذلك يأمر في بعض الأحيان رجال الأمن بمنع الفتية من الوصول إلى نقاط المواجهة.
من ضمن الاحاديث بين الصحافيين، خارج قاعة اللقاء، (إذا كان الرئيس مع المقاومة الشعبية، ويمنع في بعض الأحيان أي مواجهات مع قوات الاحتلال، فما هو شكل المقاومة التي يؤيدها؟).
لم يسال أحد من الصحافيين الرئيس عن هذا الموضوع، وعن شكل المقاومة الشعبية التي يؤيدها، بالتالي فانه ليس مشكلة الرئيس الذي يبدو أنه أعد نقاطا عدة للحديث عنها أمامهم، إن كان نسي الحديث عنها، خاصة وأن أحدا من الصحافيين لم يسأله.
أتذكر في إحدى حفلات ذكرى تأسيس هيئة الاذاعة والتلفزيون أن الرئيس طالب الصحافيين والعاملين في التلفزيون علانية بالابتعاد عن الأخبار البروتوكولية، بمعنى أن لا يمضي تلفزيون فلسطيني أكثر من ربع ساعة من النشرة الإخبارية وهو يروي  أخبار الرئيس العادية، غير أن التلفزيون واصل أخباره هذه لدرجة أنه اصبح ملكيا أكثر من الملك نفسه.
ليس نوعا من جلد الذات، وليس نوعا من التقرب من المسؤولين، لكن حقيقة أن كثير من أخطاء العمل الإعلامي المهني في فلسطين نتحملها نحن الصحافيين، حينما نغرد في صف المصفقين،  ولا يتحملها المسؤولين.

No comments: