Sunday, November 1, 2015

الإشارة الدولية" لا تحميهم من اعتداءات جنود الاحتلال



رجال الإسعاف الفلسطيني في خط النار الاول 

كتب حسام عزالدين:
يجيز البروتوكول الدولي الذي يحكم تنقل رجال الإسعاف أثناء الحروب، لرجل الإسعاف ان يحمل قطعة سلاح خفيفة للدفاع عن نفسه كما يفعل كثير من رجال الإسعاف الإسرائيليين، غير ان المسعف الفلسطيني لا يستطيع الالتزام بهذا البروتوكول كونه معرضاً للقتل او الإصابة وهو لا يحمل سلاحاً، فكيف سيكون عليه الحال اذا حمل السلاح؟ كما يقول احد المسعفين.
وحاول رجل الإسعاف بسام راسم هريش أول من امس، إنقاذ شاب كان تعرض للتو الى حادثة دهس، غير انه ما لبث ان تعرض هو وثلاثة من زملائه للرش برذاذ الفلفل الحار من قبل احد الضباط الإسرائيليين، ما افقده قدره السيطرة على نفسه، وأغمي على آخرين ممن كانوا معه.

ومثلما حصل مع بسام، حصل مع ايمن حمد، وكريم طه، وباسم صدقة، وكلهم تعرضوا إما للضرب من قبل قوات الاحتلال أو للرش برذاذ الفلفل.
وينتشر عند نقاط التماس في الضفة الغربية وقطاع غزة العشرات من رجال الإسعاف الميدانيين والرسميين التابعين للهلال الأحمر، او لمؤسسات صحية أُخرى، ويتعرضون لشتى أنواع الخطر من الإصابة او الموت في بعض الأحيان مثلما حدث مع مسعفين خلال الحرب الأخيرة على غزة.
ولم يسأل العاملون في الإسعاف الميداني عن توفير وسائل الوقاية الجسدية، مستندين الى « إشارة» الإسعاف التي يضعونها على صدورهم والتي من المفترض ان تحميهم من أي اعتداء، حسب البرتوكول الدولي.
ويعمل راسم هريش في مهنة الإسعاف الميداني منذ 15 عاما، ويقول بانه لم يسبق ان فكر في التسلح بوسائل حماية، رغم إقراره بضرورة وجود الكمامات الواقية من الغاز.
ويقول هريش: حينما اقتربت من الشاب في محاولة لإنقاذه من بين ايدي الجنود لم أكن أتوقع أن يتم رشي بالفلفل من قبل جنود الاحتلال.
وعن قضية الحق في التسلح بسلاح خفيف، حسب القانون الدولي، للدفاع عن النفس، يقول هريش « لم نفكر مطلقا في هذه القضية، مع أنني لاحظت صور رجال إسعاف إسرائيليين وهم يتسلحون بأسلحة من نوع إم 16، لكن حالنا الفلسطينية لا تتيح لنا الا التسلح بإنسانيتنا».
ولدى راسم ابنة، وينتظر مولودته الجديدة، ومع ذلك يتوجه يوميا الى ساحات المواجهات في محاولة انقاذ المصابين، يدفعه في ذلك ما يشاهده كل يوم من حاجة ماسة لمصابين في الميدان لنقلهم على وجه السرعة إلى المشافي.
وتتفق الناطقة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، عراب فقهاء، والتي بذلت جهدا مضنيا خلال الأحداث الأخيرة في تقديم المعلومات، بان تسلح رجال الإسعاف الفلسطيني بأي نوع من السلاح للدفاع عن انفسهم، إنما هو شيء قد يساهم في رفع مستوى الاعتداء عليهم لدرجة قتلهم.
وتقول عراب : كطواقم إسعاف نقوم بعمل إنساني بحت، من المفترض أن ما يحمينا هو الإشارة التي نحملها على صدورنا « إشارة مسعف» خاصة وان هذه الإشارة معترف بها دوليا.
وتوضح عراب «صحيح في القانون الدولي، أو في بروتوكول الإسعاف الدولي، هناك جزئية فيه تجيز حمل رجل الإسعاف لسلاح خفيف للدفاع عن نفسه في الحروب، وهو ما قد يكون الجانب الإسرائيلي استغله».
وتقول: غير انه في الحالة الفلسطينية والعمل تحت الاحتلال، الجميع يعرف ماذا ستكون عواقب أن يحمل رجل الإسعاف الفلسطيني سلاحاً، مهماً كان خفيفاً.
ويعمل في الأراضي الفلسطينية 300 مسعف ومتطوع لدى الهلال الأحمر، في الضفة الغربية وقطاع غزة، أصيب منهم لغاية الآن 119، بمعنى أكثر من الثلث، ما بين الرصاص المطاطي والمعدني والغاز المدمع والضرب، وهذه الأرقام لا تشمل مسعفين متطوعين آخرين في الإغاثة الطبية أو غيرها.
ومن بين 160 سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر، تعرضت 57 سيارة للاعتداء خلال هذه الأحداث.

No comments: