Sunday, January 4, 2015

مثال يحتذى عن العلاقات المسيحية الاسلامية في فلسطين

اهالي قرية عابود توحدهم اعياد الميلاد والقديسة باربرا والاضحى والفطر


كتب حسام عزالدين:
لا زالت شجرة الميلاد منصوبة في منزل عائلة ربحي توفيق، في قرية عابود، رغم ان العائلة تدين الاسلام، حيث اعتادت العائلة الاحتفال باعياد الميلاد كل عام ومشاركة جيرانها المسيحيين في الاحتفالات الدينية المسيحية مثلما يشاركهم جيرانهم اعياد الاضحى والفطر.
ولا يعير اهالي قرية عابود اي اعتبار للخلافات الطائفية، بل يحاولون توريث ابنائهم العلاقات الجيدة والمتبادلة بين المسلمين والمسيحيين في تلك القرية، الواقعة شمال غرب مدينة رام الله.

عائلة ربحي توفيق اثناء تزيين شجرة الميلاد ( تصوير : عباس مومني

ويبلغ عدد سكان قرية عابود 2200 نسمة، نصفهم مسيحي والنصف الاخر مسلمين، ويتبادلون التهاني والمشاركة في الاعياد المسيحية والاسلامية كل عام، كما قول رئيس المجلس القروي المسيحي يوسف مسعد
وبذلت عائلة توفيق جهدها هذا العام لتزيين شجرة الميلاد لتخرج بشكل ابهى عن كل عام حينما يزورها جيرانها المسيحيين.
ويقول رب العائلة ربحي توفيق " نشعر ان اعياد الميلاد هي اعيادنا مثلما نشعر ان اعيادنا الاسلامية هي اعيادهم".
ولا تقتصر مشاركة عائلة ربحي في تزيين شجرة الميلاد فقط، بل تقوم العائلة المكونة من ثمانية افراد بزيارات الى عائلات مسيحية في القرية للتهنئة بالعيد.

ويقول ربحي في عيد الاضحى الاخير زارتنا عائلة مسيحية من القرية، وجلبوا معهم اضحية العيد حيث قمنا بذبحها سواسية ووزعناها على العائلات المجاورة
"وبالمقابل"  يتابع ربحي "هذا العام وزع سانتا كلوز الهدايا على كافة اطفال القرية سواء المسيحيين او المسلمين، وهذا يشعرنا باننا متوحدون ولا مجال للخلافات الدينية بيننا".
ويقول رئيس المجلس القروي في القرية، المسيحي يوسف مسعد " التاخي في قرية عابود بين المسلمين والمسيحيين حقيقة وواقع وليس نظري، وهذا التاخي بدأ منذ اكثر من 1500 سنة ".
ويضيف" مباني القرية متلاصقة وفيها المسيحي والمسلم، والمدارس مشتركة والاراضي الزراعية الى جانب بعضها البعض، لذلك فان مسالة التاخي ليس بالغريبة على اهالي القرية".
ويوزع رجل الثلج (سانتا كلوز) هدايا الميلاد على ابناء القرية سواسية، دون التفريق بين مسلم ومسيحي.
ويتوافد ابناء القرية المسلمين كل عام الى الكنيسة الرئيسية في القرية لتهنئة المسيحيين باعياد الميلاد، وفي المقابل يقوم ابناء القرية المسيحيين بتقديم التهاني للمسلمين في المسجد في عيد الفطر وعيد الاضحى.
ولا تنحصر المشاركة بين اهالي القرية في الاعياد الدينية فقط، بل يتشارك اهالي القرية في الافراح والاتراح.
ويدير القرية مجلس قروي من 11 عضوا، منهم ستة من المسيحيين وخمسة من المسلمين.
وتقع في القرية كنيسة مسيحية تاريخية كنيسة القديسة " باربرا" وهي مغارة اثرية تقع في سفح الجبل في اراضي القرية.
ويحتفل اهالي القرية في السابع عشر من كانون اول من كل عام بعشاء القديسة باربرا، حيث تجري طقوس دينية في المغارة الاثرية، بمشاركة المسيحيين والمسلمين.
ومن ضمن هذه الطقوس يقوم المسيحيون بصناعة حلويات خاصة بهذه المناسبة، مكونة من القمح والشومر واللوز، ويتم توزيع هذه الماكولات على جميع اهالي القرية.
وتم تفجير هذه المغارة في العام 2002، من قبل قوات الاحتلال بحجة انها كانت تستخدم من قبل مطلوبين لشن هجمات على اهداف اسرائيلية.
ويقول مسعد" بعد ان تم تفجير هذه الكنيسة الاثرية امر الرئيس الراحل ياسر عرفات باعادة ترميمها، حيث شعرنا ان قرار الرئيس باعادة الترميم انما هو مكافاة للعلاقة الايجابية القائمة بين اهالي القرية من مسيحيين ومسلمين ".
ومثلما يوزع المسيحيون حلويات القديسة باربرا على المسلمين من ابناء القرية، يوزع المسلمون القطايف على المسيحيين في شهر رمضان.
ويحاول اهالي القرية الكبار في العمر توريث هذه العلاقات القائمة بين المسيحيين والمسلمين الى الاجيال اللاحقة، كما يقول نائب رئيس المجلس القروي المسلم حسين عبد المجيد.
ويقول عبد المجيد" التالف في قريتنا عابود بين المسيحيين والمسلمين قوي جدا، ونتشارك في اعيادنا واعيادهم ونحن نفتخر في هذه العلاقة التي قد تكون مميزة في فلسطين اجمالا".
ويضيف عبد المجيد" في بعض الاحيان تقع اشكاليات في القرية بين شبان، مثلما يحصل في العديد من القرى والمدن غير اننا نبذل كل جهدنا ونمنع ان تأخذ هذه الاشكاليات اي بعد طائفي حرصا على بقاء هذه العلاقة مميزة بين الاجيال اللاحقة ايضا ".
ومما يزيد  في وحدة ابناء قرية عابود ، الخطر الاستيطاني من الجهة الشمالية حيث تجثم مستوطنة " بيت ارييه" التي تم  انشائها في العام 1982، وكذلك مستوطنة "عوفاريم" التي انشئت على اراضي القرية في العام 1998، اضافة الى الجدار الفاصل الذي التهم مئات الدونمات من  اراضي القرية.

No comments: