Thursday, December 25, 2014

القضية الاعلامية الاخلاقية التي لا زالت ماثلة حتى اليوم

قبل ايام شاهدت فيلم بانغ بانغ كلاب، والذي يروي قصة مصوريين صحافيين عملوا في تغطية الحرب  الاهلية في جنوب افريقيا في بداية التسعينات، حيث روى الفيلم من ضمن ما رواه قصة المصور الصحافي كيفين كارتر، حيث اوضح الفيلم قصة كارتر والازمة الاخلاقية التي عاشها المصور بعدما صور صورة في السودان التي كانت تعاني المجاعة، واظهرت الصورة طفلة ويقف خلفها نسرا عملاقا يتاهب للانقضاض عليها.
ورغم ان الروايات المكتوبة تقول ان كارتر ابعد النسر بعد ان التقط صورته، غير ان الفيلم المتلفز اظهر حالة نفسية سيئة للمصور حينما كان الصحافيين يسالونه عما جرى للطفلة بعد الصورة.
المصور انتحر بعد ثلاثة اشهر  من فوزه بجائزة كبيرة عن الصورة ، وحيث يعتقد ان سبب انتحاره كانت الصورة، وعلى ما يبدو انه لم يبعد النسر عن  الطفلة.
والسؤال الاخلاقي الذي يبقى ماثلا امام المصورين والصحافيين، حتى يومنا هذا  ( هل عليك الانخراط في الحدث الذي تغطيه، وتقديم المساعدات الانسانية، ام ان مهمتك تقتصر على نقل ما تراه فقط، والابتعاد ، لان  من المفترض ان هناك من يقومون بمهمات انسانية وانقاذية ؟؟؟؟).


وهذه قصة المصور كارتر ، حسب ويكبيديا .........
كيفين كارتر (13 سبتمبر، 1960 - 27 يوليو، 1994) كان مصورا صحفيا من جنوب أفريقيا. حاز على جائزة بوليتزر عن صورته التي صورت مجاعة عام 1993 في السودان. انتحر كارتر وهو في الـ 33 من عمره.
حياته:
ولد كارتر في جوهانسبرغ، جنوب أفريقيا. نشأ كارتر في حي لعائلات الطبقة المتوسطة، والبيض فقط. عندما كان طفلاً كان يرى في بعض الأحيان غارات الشرطة لأعتقال السكان السود الذي كانوا يعيشون في تلك المنطقة. قال كارتر لاحقا بأنه كان يتسائل كيف لوالديه، وهما من عائلة كاثوليكية، "ليبرالية" أن يكونا كما وصفهم "متقاعسين" عن القتال ضد الأبارتايد.[1]
بعد المدرسة الثانوية، ترك كارتر دراسة الصيدلة في الجامعة وتم ضمه إلى الجيش. من أجل تجنب قسم جيش المشاة، إنضم إلى قسم القوات الجوية الإمر الذي إستغرقه 4 سنوات في الخدمة. في 1980 شهد كارتر نادل أسود يتعرض للإهانة في قاعة الطعام. دافع كاتر عن الرجل مما أدى إلى تعرضه للضرب بشدة من قبل المجندين الأخرين. بعد ذلك ترك كارتر الجيش بدون إذن محاولاً البدء بحياة جديدة كدي جي في إحدى محطات الراديو تحت إسم "ديفيد". غير أن هذا الأمر إتضح بأنه أصعب مما كان متوقعا. بعد فترة وجيزة، عاد كارتر من أجل إنهاء فترة الخدمة العسكرية المطلوبة. بعد أن شهد تفجير شارع الكنيسة في بريتوريا عام 1983 قرر كارتر أن يصبح مصور صحفي.[2]
الإعمال المبكرة:
بدأ كارتر العمل كمصور للأسبوعيات الرياضية في العام 1983، وفي 1984 انتقل للعمل في صحيفة "جوهانزبرغ ستار Johannesburg Star" مصرا على فضح وحشية سياسة الاضطهاد والفصل العنصري الأبارتايد.[3]
كما كان كارتر أول من قام بتصوير أسلوب الإعدام علنا بالحرق المسمى "(بالإنجليزية: Necklacing)" في جنوب أفريقيا بأواسط الثمانينيات.[4] وكان الضحية الذي التقط له الصور يسمى "ماكي سكوزانا" والذي اتهم باقامة علاقة مع زوجة ضابط شرطة.[4] تحدث كارتر لاحقا عن الصور التي التقطها قائلاً "لقد روعت بما قاموا بفعله، كما روعني ما قمت بفعله، لكن بعد ذلك بدأ الناس يتحدثون عن تلك الصور... ثم شعرت بأنه ربما ما فعلته -التقاط الصور- لم يكن سيئاً، كوني شاهدا على أمر بهذه الفظاعة ليس بالضرورة أن يكون أمرا سيئاً".[5]
في مارس 1993 قام كارتر برحلة إلى السودان مع زميله جواو سيلفا، حين كان بقرية "أيود" سمع صوتا ضعيفا لأنين طفلة صغيرة هزيلة، كانت الطفلة قد توقفت عن الزحف لبرهة وهي في طريقها إلى مركز لتوزيع الطعام، فيما كان يتحضر لإلتقاط الصور حط نسر بقربها، ذكر كارتر لاحقاً أنه انتظر نحو 20 دقيقة آملاً أن يفرد النسر جناحيه من أجل أن يلتقط أفضل صورة ممكنة، لكنه لم يفعل. بعد أن التقط الصورة قام بطرد النسر بعيداً، وشاهد الطفلة تستكمل زحفها نحو المركز. قال كارتر بأنه إلتقط الصورة، لأن عمله هو "التقاط الصور" فقط ومن ثم المغادرة. تم إخبار كارتر مسبقاً بعدم لمس الأطفال وذلك بسبب الأمراض المعدية.[6]
بيعت الصورة لصحيفة نيويورك تايمز حيث عرضت للمرة الأولى في 26 مارس، 1993 ونشرت في عدد كبير من الصحف الاخرى حول العالم. قام المئات من القراء بالاتصال بالجريدة لمعرفة ماذا حل بالطفلة الصغيرة، أفادت الصحيفة لاحقاً أنه من غير معروفاً إذا ما وصلت الطفلة إلى مركز لتوزيع الطعام. في 12 أبريل، 1994 قامت نانسي بورسكي محررة الصور الأجنبية في نيويورك تايمز بمهاتفة كارتر لاعلامه بنيله أرفع جائزة في التصوير الصحفي وهي جائزة بولتزر للصورة إحدى جوائز بولتزر. قام كيفين بالإنتحار بعد 3 أشهر من تسلمه الجائزة.[6]
الوفاة:
في 27 يوليو، 1994 قاد كيفين كارتر شاحنته إلى قرب نهر برامفونتاينسبروي، وهو نهر صغير يقطع الضواحي الشمالية لمدينة جوهانسبرغ وهي منطقة اعتاد أن يلعب فيها حين كان طفلا صغيرا، هناك بالإنتحار عبر توصيله العادم إلى داخل الشاحنة مشغلا المحرك، حيث توفي متسمما بأول أكسيد الكربون عن عمر ناهز 33 عاما. أجزاء من رسالة إنتحار كارتر كان نصها كما يلي:[7]
"أنا آسف جدا جدا. لكن ألم الحياة يفوق متعتها بكثير لدرجة أن المتعة أصبحت غير موجودة... أنا مكتئب ... بدون هاتف ... مال للإيجار ... مال لإعالة الطفل ... مال للديون ... مال !!! ... تطاردني ذكريات حية من عمليات القتل والجثث والغضب والألم ... لأطفال يتضورون جوعاً أو جرحى، من المجانين المولعين بإطلاق النار، أغلبهم من الشرطة، من الجلادين القتلة ... ذهبتُ للإنضمام إلى كين إن كنت محظوظاً لتلك الدرجة".