Saturday, July 26, 2014

قادة المقاومة هم من لهم الحق فقط في التفاوض عن غزة

ليس من باب الفزلكة ، وليس من باب الادعاء بالفهم لما يجري، لكن من باب البحث عن الحقيقة فان المعركة الان في غزة باتت واضحة بان  الاخرين يتصارعون على ارضنا ويتاجرون بدماء اطفالنا ونسائنا وشيوخنا.



لم تحقق الام العربية منذ نشأة اسرائيل ما حققته المقاومة الفلسطينية بان اعترفت اسرائيل بمقتل 43 جنديا  لغاية الان خلال الحرب الاسرائيلية على غزة، لكن مقابل 1049 شهيدا واكثر من 6000، وبالمقابل نسمع ان مباحثات تجري في القاهرة او في قطر او في السعودية او في باريس للبحث عن هدنة او تهدأة لانهاء هذه الحرب، وهو ما عشناه ونعيشه طوال سنوات الصراع مع الاحتلال، بحيث اننا كل مرة ندفع دمنا واطنان من اللحم لقاء قرار في بلد ما هنا او هناك، حتى ان قيادتنا السياسية، ذهبت ضحية هذه الحسابات وحوصر عرفات وقتل امام اعين العرب، واستهدف احمد ياسين على كرسيه امام اعين الامة العربية والاسلامية وقتل ابو علي مصطفى بصاروخ داخل مكتبه، حتى ان احمد الجعبري قتل  اثر عودته من العمرة في مكة بعد ان اخذ الامان من احدى الدول التي تحاول التحكم اليوم بحياتنا.
هذا كله، يعني ارتباطنا بالاخرين، جعلنا نعيش ما قال عنه  الراحل محمود درويش ( المقاومة السلبية) ، بمعنى ان شعبنا ومقاومته بكل اطيافها لديها الاستعداد للتضحية وتقديم انهر من الدماء واطنان اللحم، لكن المشكلة تكمن في ارتهان قرارنا السياسي لحضن الاخرين الذين لا يهمهم سوى تحقيق انتصارات على اطراف اخرين.
في اي معركة تقع بين اي طرفين،  في نهايتها تجري مفاوضات بين الطرفين المتنازعين، وكل طرف من الممكن ان يتشاور مع اطرف اخرى تربطه بها مصالح مشتركة، لكن الطرف المسؤول عن المفاوضات هو الطرف المشارك في المعركة .
لهذا فان اي نجاح او انتصار يمكن ان نحسبه للحرب الدائرة على غزة، لا يمكن ان يكون انتصارا حقيقيا الا ان جرت المفاوضات بين طرفي الصراع، بمعنى ان قادة المقاومة في غزة، واقول قادتها الميدانيين، هم من لهم الحق في التفاوض حول مصير غزة، او ان يعلنوا رسميا عن عنوان فلسطيني ( شرط ان يكون فلسطيني)  يخولونه في التفاوض مع الاحتلال، وغير ذلك فاننا وبكل صراحه ندور في ذات الدائرة التي عشناها منذ العام 1982 ، في الحرب الاسرائيلية التي شنتها على المقاومة في بيروت.

No comments: