Sunday, January 11, 2015

انفلات ثقافي ورياضي خير من انفلات امني وسياسي

يا صديقي !!
انفلات ثقافي ورياضي خير من انفلات امني  وسياسي


كتب حسام عزالدين:
حسب رأي صديق لي فان قصة تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم الى نهائيات امم اسيا والانشغال الفلسطيني العارم بهذه المشاركة " ليس لها معنى" وحسب هذا الصديق الذي يطرح نفسه من كبار المفكرين في البلد، فان حصول محمد عساف على لقب ارب ايدول " ليس له معنى" وكذلك تأهيل هيثم خلايلة ومنال موسى الى الدور النهائي في ارب ايدول 2014، ايضا بلا معنى.
وبحسب صديقي العزيز، فان هذه القضايا ليس لها معنى مقابل القضايا السياسية التي يجب  على القيادة الفلسطينية ان تشغل الناس  فيها، وكذلك الاعلام.

اول امس، ومع اصرار ابنائي تابعت برنامج ارب كوت تيلانت، ولم استيطع ايقاف دموعي التي انهمرت حينما صفق الحضور لفرقة التخت الشرقي القادمة من غزة، وما زاد دموعي ذلك الطفل الذي كان يعزف على القانون، حيث انهمرت عيناه بالدموع حينما حصلت  الفرقة على " الباز الماسي" وهو الجرس الذي يقدم الفرقة خطوتين للامام وليس خطوة واحدة.
بكيت، وتذكرت صديقي  الذي لا يؤمن بكل هذه الامور سواء الرياضية او الثقافية وتسخيرها لصالح النضال الفلسطيني، بل وقدرتها على احداث تأثيرات عالمية اكثر مما فعلناه طوال السنوات  الماضية من عمر الاحتلال.

والغريب انني اتصلت معه بعد حلقة المواهب هذه، فاذا به يقول بانه بكى حينما شاهد الحلقة، وقال لي بالحرف " ولعوها الغزازوة".
اقترحت على صديقي العزيز قراءة كتاب " بلاي ويذ انيمي" ( اللعب مع العدور) وهو كتاب يروي قصة نيلسون مانديلا حينما اصبح رئيسا لجنوب افريقيا بعد ان امضى 27 عاما في السجن، وحينما كانت جنوب افريقيا تتهيأة لاستقبال بطولة العالم في لعبة الرغبي في العام 1995.
كانت جنوب افريقيا لغاية ذلك الوقت تعيش تأثيرات التفرقة العنصرية، وكانت الغالبية العظمى من اعضاء المنتخب من البيض، ويقود المنتخب لاعب ابيض، الامر الذي قلل من نسبة المؤيديين للمنتخب من السود.


 لكن مانديلا ركز جل اهتماماته على دعم منتخب بلاده، وطلب من اعضاء المنتخب زيارة احياء فقيرة من السود في جنوب افريقيا، ليس لشيء انما كي يشعر الجنوب افريقيين ان هذا المنتخب يمثلهم جميعا وان النشيد الوطني للبلاد سيعزف خلال المباريات وهو وما يقف وراءه كافة ابناء البلاد.
وحول الكتاب الى فيلم تلفزيوني، حيث روى الفيلم كيف ان قائد المنتخب صافح رئيس البلاد حينما فازت جنوب افريقيا ببطولة العالم، وشكر قائد المنتخب رئيس البلاد على الدور الذي لعبه ليسهم في فوز بلاده بالبطولة.


في فلسطين  اليوم حالة من الانفلات الثقافي والرياضي الايجابي، وهو ما جسدته الاعداد الكبيرة التي تدافعت صوب فندق الموفينبك العام الماضي، لتجرب حظها في الاداء امام الكاميرات املا في الوصول الى ارب ايدول، وهي الحالة التي تجسدها تسابق الكثير من الفتية اليوم لممارسة لعبة كرة القدم املا بان يصبحوا مثل  النجم الفلسطيني اشرف نعمان المحترف في السعودية،  الذي باتت اللعبة مصدر رزقه مثلا مثل عبد اللطيف البهداري المحترف في الاردن، وهي الحالة التي تجسدها انخراط فتيات منتخب الناشئين في معسكر تدريبي في اريحا منذ اربعة ايام استعدادا لاستحقاق في البرازيل، في وقت قد يكون هذا الامر مرفوض في العديد من الدول الاقليمية.
وهي الحالة التي يمكن مشاهدتها في الشوارع لفتية يحاولون الغناء وتقليد محمد عساف في اغنية علي الكوفية.
هذه الحالة لم تأت من فراغ، بل جاءت على حساب الانفلات السياسي والامني الذي قد يكون ولد احساسا لدى المجتمع بانه اضر فينا اكثر مما اسهم في مساندة قضيتنا الرئيسية في الصراع مع الاحتلال.
فلو وقف أي مسؤول سياسي او قائد حزبي وتحدث لاكثر من ساعتين، فهل سيتسبب بانزال دمعة فلسطيني يستمع اليه او يشاهده، مثلما فعلت فرقة التخت الشرقي الغزية، او سيجعل شوارع فلسطين ترقص فرحا مثلما فعل اشرف نعمان حينما سجل هدف التأهل في الفلبين؟؟؟؟؟؟.


  

No comments: