Saturday, September 6, 2014

شبكة الانترنت : هل تستخدم لتجسيد الفرق بين العالم "المتحضر!!" والعالم "المتخلف!!"؟؟؟؟؟

شبكة الانترنت : هل تستخدم لتجسيد الفرق بين العالم "المتحضر!!" والعالم "المتخلف!!"؟؟؟؟؟

بقلم حسام عزالدين:
يمكن مراقبة ما ينشر على الانترنت، من مقاطع فيديو او صور او أي مقالات، ويمكن حذفها  ايضا من قبل القائمين على هذا الاختراع المبهر،  الذي تغنى به العالم " المتحضر" على انه اختراع صغر الكرة الارضية ووضعها  في مرتبة قرية صغيرة،  وتغنى بها من يعتقدون  انهم " العالم الحر والمتحضر" بان شبكات الانترنت اسهمت في تغيير انظمة واشعلت ثورات هنا وهناك، من خلال مع يعرف ب" شبكات التواصل الاجتماعي".
سمعنا الكثير عن قيام ادارة شركة الفيسبوك او اليوتيوب،  او حتى الغوغل، بشطب مواد عن الانترنت تحت مبرر انها " تسهم في تغذية الكراهية والعنصرية"، وصفق لها المتحضرين باعتبار ان  عملية الشطب تندرج تحت عنوان " اخلاقيات العالم المتحضر"، لكن هذه المواقع تنغل اليوم بمواد مسيئة جدا للبشرية، لكن ابطالها ممن تم تصنيفهم بانه من العالم المتخلف.
فاذا كان  هذا العالم "المتحضر" الذي اسهم في صناعة هذا الشيء " الانترنت" ، قادر على الحذف والشطب كيفما يحلوو له، لماذا يسمح بنشر صور وفيديوهات تحمل في طياتها كثيرا من المعاني المسيئة للانسانية، مثل ذبح انسان عالهواء مباشرة، كما تنتشر فيديوهات ما يسمى " تنظيم داعش".
ولماذا هذا العالم "المتحضر" الصانع للانترنت، يسمح بنشر الفيديوهات والصور  لاشياء  مقيتة ومبتذلة تجري في الدول  والمجتمعات التي صنفها هو " دول  العالم الثالث"؟.
مثلما كان عليه الحال منذ عقود ، اعتقد ان شبكات الانترنت، التي لا يختلف اثنان على ما تحمله من فوائد ايجابية، باتت تستخدم اليوم بشكل واضح وساطع، لتجسيد التصنيفات العالمية التي يقودها العالم  الذي يدعي هو بانه " متحضر" وفقط لتجسيد الفرق بين العالم " المتخلف" الذي صنعه هو، والعالم " المتحضر" الذي يعتقد انه هو.
في عالم الاعلام سمعنا وقرأنا وتعلمنا وعرفنا، ان نشر بعض الصور السيئة لا تجيزه اخلاقيات العمل الاعلامي، والانترنت بات اليوم ارقى وسائل الاتصال الاعلامي، فهل  نشر الصور الفظيعة  عن دول العالم " الثالث او المتخلف" كما يسمونه، لا تنطبق عليها  هذه الاخلاقيات؟ وهل مسالة اخلاقيات الاتصال البشري باتت فقط  تنطبق على العالم " المتحضر"، لذلك لا نشاهد عمليات ذبح وقطع رؤوس تجري في دول هذا العالم.
في القديم، لم  تكن الناس تعرف شيئا عن  الصراعات بين المجتمعات، لذلك كانت مفاهيم التخلف التي تحاول القوى العظمى نشرها، تتسلل ببطىء الى وعي المجتمعات الضعيفة، لكن اليوم اعتقد ان القوى العظمى تجحت بشكل كبير في تسريع هذه المفاهيم عبر  شبكة الانترنت  التي اوجدتها، ولهذا يتراكض متابعوا الانترنت للبحث عن مشاهد الفيديو القميئة التي لم يكن لها لتنشر لولا رغبة  اصحاب الاختراع في نشرها.

No comments: