Monday, February 22, 2021

صحافيون يواصلون الانزلاق في فوض التعليقات والبوستات


صحافيون يواصلون الانزلاق في فوض التعليقات والبوستات 

في ظل الفوضى العارمة التي تجتاح العالم في نقل المعلومة في سياق  العمل الاعلامي سارعت كبرى وسائل الاعلام العالمية الى اعتماد مبدأ واحد في العمل الصحافي القائم على اساس ( الحقائق) Factual s، بمعنى نقل المعلومة كما هي ودع المتلقي يحكم عليها ان كانت معلومة مهمة او كما يراها هو ..

وهناك فرق بين الاعلامي أو الصحافي الذي يعتاش من مهنته في نقل المعلومة او الحقائق، وبين الناقد الذي يسخر قمله يوميا لنقد الاحداث ويصفها كما يحلو له، لكن وجهة نظر الناقد تبقى شخصية وايضا للمتلقي الحق في تقييم هذا النقد ان كان في مكانه أم لا..

كثير من الاعلاميين الفلسطينيين  باتوا اليوم نقادا اكثر من عملهم كصحافيين مهنيين  في نقل الحقائق ووضعها أمام المتلقي كما هي، بل وانزلقوا في حفرة  محاولة توجيه  رأي المتلقي نحو ما يرونه هم من جهتهم وليست  الى معطيات ومؤشرات اعلامية حقيقية قائمة على المعلومة..

انهال الكثير من الصحافيين عبر صفحات الانترنت على  الدعوة التي قدمها الثري منيب المصري لمحكمة  محلية في نابلس ضد بريطانيا التي اصدرت وعد بلفور في العام 1917 ومنح اسرائيل ارض فلسطين لاقامة دولتهم عليها. اختلفت اراء الصحافيين ( الناقدين) غير انها جميعها تقاطعت في السخرية مما جرى في محكمة نابلس واصدار القرار بان  وعد بلفور باطلا.

قد اتفق كاعلامي مع الكثير من الانتقادات التي كتبت ونشرت عن قصة محكمة نابلس، لكن الراي العام لا يحتاج مني كاعلامي رأيي في الموضوع، بقدر ما يريد  التعرف على طبيعة ما جرى في هذه الدعوة، لماذا قدمت  اليوم؟ وما المغزي منها ؟ وهل يمكن بالفعل التوجه الى محاكم محلية لملاحقة مثل هذا الوعد ؟ وهل صرف مقدم الدعوى منيب المصري اموالا لهذا الاجراء  على الصعيد المحلي والدولي ؟؟ وان كان منيب المصري بصفته مواطنا في هذا البلد، فهل  اقدمت السلطة الوطنية على مثل هذا الاجراء؟؟.....الخ.

كل هذه الاسئلة وغيرها ان تمكن الصحافي من السؤال عنها، هي من واجب الصحافي  في البحث عن اجابات بشأنها وتقديمها للقارىء على طبق مكتوب او مصور، ويعطيه الحق في تقييم هذه القصة التي جرت في محكمة نابلس، ان كان الحدث مهم او غير مهم، ودع المتلقي يتهكم او يتفاخر بهذا الحدث.

 من خلال العمل اليومي في متابعة الاعمال الاعلامية لم  تصدر اعمالا اعلامية  تعطي تفاصيل القصة حول توجه المصري الى المحاكم المحلية لملاحقة الحكومة البريطانية، بقدر ما صدت تهكمات وانتقادات ساخرة من الاعلاميين نفسهم حول تلك القصة.

الحقيقة الاعلامية  التي جرت في  محكمة نابلس : مواطن تقدم الى محكمة محلية بدعوى قضائية ضد وعد بلفور، ورقص  مقدم الدعوى بعد ان اصدرت المحكمة المحلية قرارها ببطلان هذا القرار.

وللصحافي المهني الحق في التوجه الى مختصين للبحث عن جدوى مثل هذه الدعوى، وان يفهم من مقدم الدعوى التفاصيل وعرضها على المتلقي، أما غير ذلك فان كل الانتقادت والتهكمات التي يسعى القائمين عليها الى البحث عن لايكات وشيرات لا تمت للعمل الصحافي  بصلة بل على العكس تماما تضر به اكثر مما تفيده...

سيلفي 

No comments: