Wednesday, June 8, 2022

صحة الرئيس ودروس في الاعلام المحلي …


وقع الاعلام الفلسطيني المحلي مرة اخرى، في براثن المعلومات المتداولة عبر الانترنت، حينما تداول كثيرون معلومات عن صحة الرئيس محمود عباس، واثبت الاعلام مرة اخرى ومثل مرات عديده انه اسير التغريدات والمنشورات بدل من أن يكون هو المؤثر فيها.

وقد تكون المؤسسات الاعلامية التزمت الحيادية والصمت ازاء تداول هذه المعلومات، غير أن هذا الصمت لا يعفيها من المسؤولية المتطابقة مع المسؤولية التي تقع على عاتق الصحافيين المروجين للمعلومات المتداولة عبر الانترنت، كون الكشف عن حقيقة ما يتم تداوله عبر الشبكة العنكبوتية ( سواء كان صحيحا او خاطئا) هو من مسؤولية المؤسسات الاعلامية المسجلة رسميا بأنها مؤسسات اعلامية لها تشكيلة ادارية تبدأ من رئيس التحرير وصول الى المراسل الصحافي.

وطالما ان الحديث يدور عن صحة رئيس الدولة، فان هذه القضية هي قضية عامة، ومن مسؤولية الجميع متابعتها لانها تهم كل مواطن..

عندما يتعلق الامر بصحة رئيس أي دولة أو أي سلطة في العالم، فان الأمر يبدأ من قضية مرض الرئيس ومن ثم نقله الى المشفى ومتابعة التطورات الصحية الى ان يصل الأمر الى التعافي او الوفاة..

قفز صحافيون، وللاسف منهم مخضرمون، وتداولوا النتيجة قبل ان يمروا بأي مرحلة من المراحل الطبيعية المعروفة للجميع، ووصل الامر بهم الى الصمت حينما كان احد ما يسألهم عن المصدر.

ليس مطلوبا من رئيس أي دولة ، أو أي من عائلته، أن يتحدث في مؤتمر صحافي كلما تناقل فيسبوكيون معلومات عن صحته، لكن المطلوب من كل صحافي التحقق من أي معلومة يتم تناقلها عبر صفحات الانترنت دون اي مسؤولية، وحينما يصل إلى مرحلة الشك في المعلومة ( بمعنى أنها قد تكون صحيحة ) يتوجه الى المستوى الرسمي للتأكد من هذه المعلومة.

بيئة المعلومة !!

ليس هي المرة الاولى التي يتم فيها تناقل مثل هذه المعلومات عن صحة الرئيس، وفي مرة من المرات وصل الرئيس الى المشفى وبات فيه أكثر من مرة، ولم يتم إخفاء هذه المعلومة حتى تعافى.

اليوم، ومن منطلق مهني، ومن منطلق المسؤولية الاجتماعية، يجب التأكد من بيئة المعلومة الصادرة، بمعنى ان الوضع السياسي الحالي فيه مطبات وحقول من الالغام المعلوماتية، وسببها ( معارضة، متسلقين، احتلال، جهات خارجية...الخ) وهذه البيئة من المفترض ان تجعل الصحافي بدل من التأكد من المعلومة مرتين عليه التأكد منها الف مرة قبل ان يتداولها سواء عبر صفحته الخاصة او عبر وسيلة الاعلام التي يعمل لديها.. 

No comments: