Wednesday, January 29, 2020

الشعب الفلسطيني بحاجة الى ناطق اعلامي يوضح ما هنالك وليس خطباء



الرسالة الاعلامية  مهما كان حجمها، صغرت ام كبرت، ما يهم فيها هو الانطباع الذي ستتركه على المتلقي ان كان ايجابيا او سلبيا.
وفي الواقع الفلسطيني الذي يزخر بالقضايا السياسية والاحداث، الشعب ليس بحاجة الى رسالة اعلامية واحدة وانما الى رسائل اعلامية توضح ما يجري  وبالتفاصيل،  وبحكم الخبرة التي عاشها من مؤامرات  على مدار  العقود الماضية، اضافة الى انه من اكثر الشعوب العربية تعليما، فهو ليس لقمة سهلة للصق اي انطباعات في ذهنه من خلال رسالة  اعلامية تخرج من هنا او هناك.
قد يكون مطلق الرسالة الاعلامية، وبخاصة المسؤولين، ببراءة الوطني الغيور على المصلحة العامة والوطن، اراد صادقا ان يقول ما في قلبه حينما يخرج امام شاشات التلفزة، او عبر الاذاعات، لكنه قد يترك انطباعات سلبية تفوق توقعاته الايجابية التي  ارادها من خلال هذه الرسالة، وسبب ذلك اما اطالته  الرسالة او قصرها او لباسه.
خطباء المساجد على سبيل المثال، من اكثر الناس رغبة في ايصال رسائلهم عن الدين والصلاة، لذلك يطيلون خطبهم رغبة منهم في التوضيح اكثر، لكن لا يعلمون ان اطالتهم هذه تسببت في مسح كل ما يكون قد علق في اذهان المصلين عند البداية.
وفيما يخص الواقع الفلسطيني، وفي ظل حالة الاستقطاب الهائلة في الساحة الفلسطينية، وللراغبين في تمييل الغالبية لهم، فان الشعب بحاجة الى متحدثين يقدمون معلومة وليست خطب، بحاجة الى من يعطي تفسيرات مقنعة  بعيدة عن التمجيد من هنا وهناك، واكثر ما يهم ان الشعب الفلسطيني مل الحديث الطويل وقد يكون الحديث الاقصر  المختصر والمفيد هو الذي سيوفر عنده انطباعا ايجابيا.
الرسائل الاعلامية الموجه للشعب الفلسطيني بحاجة الى ترتيب وتنظيم من خلال خبراء إعلام يفهمون ماذا يقولون أو ما على المسؤول ان يقول ومتى يقول وكيف يقول..
ولا يقول قائل بان الشعب يعرف، لذلك ليس هناك حاجة للقول، فهذا غير صحيح على الاطلاق، لان المعرفة لا يمكن حصرها  في القضية الفلسطينية الا فيما يخص العموميات، فاما التفاصيل تترك للشياطين  لتتربع فيها.


No comments: