Tuesday, June 25, 2019

الصحافيون وعدد المشاركين في التظاهرات

تصدرت صفقة القرن وورشة المنامة الاخبار الصادرة من الاراضي الفلسطينية، خاصة وان القيادات الفلسطيني اعلنت مقاطعتها  لورشة المنامة ورفضها لصفقة القرن التي اعدتها الادارة الامريكية بعد تسلم دونالد ترامب دفة الحكم في البيت الابيض.
ايام 25-26-27 ، كانت هي الايام المفترض ان تكون اكثر سخونة في الاراضي الفلسطينية، فاعلنت القوى والفصائل في غزة الاضراب الشامل في القطاع، ودعت القوى الفلسطينية وحركة فتح الى اعتصامات وتظاهرات في مدن الضفة الغربية.
يوم 24 كانت هناك تظاهرة وسط مدينة رام الله، شارك فيها عدد كبير من الموظفين في القطاع العام، ويوم 25 كان تهناك تظاهرة شارك فيها مئات في نابلس، وقد تكون  المسيرتان الاكبر اللواتي نفذن في الضفة الغربية.
يوم 24 صار جدل عبر صفحات الانترنت  بعدما ذكر احد الصحافيين ان عدد المشاركين في المسيرة عند السيتي ان كان قليل جدا، رغم ان الدعوة وجهت من مختلف الفصائل الفلسطينية.
ويوم 25 كان الحصور قليل جدا جدا للمتظاهرين لدرجة ان عدد الصحافيين من وسائل اعلام اجنبية وعربية ومحلية فاق عدد المتظاهرين بشكل لافت.
بعض وسائل الاعلام المحلية اصرت على ان الاف الفلسطينيين يشاركون في مسيرات وتظاهرات ضد ورشة البحرين، وفهم ان تضخيم الاحداث يأتي في هذه الاثناء لمساندة القيادة الفلسطينية في موقفها الرافض لصفقة القرن، وولارشة المنامة، وبعض وسائل الاعلام تعاملت مع التظاهرات بموضوعية، مثل ذكر " عشرات" وبعضها لم يتعرض للخبر من الاصل.
ليس هذه هي المرة الاولى التي يقل فيها عدد المشاركين في التظاهرات رغم دعوة الفصائل، والصورة باتت اليوم،في ظل انتشار وسائل الاعلام المختلفة، غير قابلة للتحريف او التغيير، بمعنى ان كان الاعلام المحلي ينظر الى الاحداث بعين فهناك من ينظر الينا بمئات الاعين.
القضية لا يمكن الحديث عنها على قاعدة المساندة، مهما كانت الصورة، القضية يجب بحثها من حيث ما هو الصح وما هي الخطأ.
فمن الناحية الوطنية، وهو الهاجس الذي يسير العديد من وسائل الاعلام المحلية، هي الافضل لنا وطنيا ذكر الحقيقة كما هي بان العدد قليل ام تهويل الامور ورفع العدد الى مئات المشاركين.
كاميرات وسائل الاعلام العالمية والهواتف الذكية باتت اليوم هي الاسبق للحديث، بالتالي فان محاولات تهويل الامول وتضخيمها ستؤدي  السلبيات التالية:
-   سنزيد التأكيد للعالم بان اعلامنا كاذب.
- سنعمل على تشويه الصورة للمستوى السياسي المحلي، مايؤدي الى اتخاذ قرارات ومواقف خاطئة.
- نفقد ثقة العالم فينا.


أما في حال نقلنا للصورة كما هي،فان هذا يؤدي الى :
- امكانية  إعادة بحث الامور من جذورها على المستوى القيادى لدى مختلف الفصائل، حينما تواجه بحقيقة انها تمثل او لا تمثل.
- تعزيز المصداقية بالاعلام المحلي، ورفع ثقة العالم به.
- فرض ضرورة التخطيط العميق من قبل الداعين لأي نشاط ممائل مستقبلا، قبل الشروع به.

ومثال على ذلك:
في احدى  التظاهرات التي نظمت في السابق، كانت لمساندة ودعم الاسرى، غير ا نمستوى الحضور كان قليلا جدا لا يتلائم مع  رمزية الاسير بالنسبة للشعب الفلسطيني، والقول ان عدد المشاركين كان قليلا لا يعني تقليلا من قيمة الاسرى، لان رمزية الاسرى بالنسبة للفلسطينيين لا يمكن ولا باي شكل من الاشكال التقليل منها.
لكن ذكر الحقيقة كما هي بان عدد المشاركين قليل، ممكن ان يؤدي الى:
- تعلم الجهات المسؤولة عن ملف الاسرى ان هناك خلل ما، إما في طريقة الدعوة او في الدعوة نفسها.
- تقوم الجهات المسؤولة بتغيير اسلوبها الذي اتبعته المرة الاولى ،وقد تغيره ثانيا وثالثا ورابعا الى ان تصل الى مبتغاها وتوفير عدد كبير.
- بحث الموضوع بحد ذاته من قبل الجهات القيادية سيعزز ثقة الناس مايؤدي الى تحفيز الناس في المشاركة مستقبلا في اي نشاط يتم الدعوة له.

لم تعد الامور  الاعلامية اليوم مثل ماكانت عليه في السابق، حينما كانت الاراضي الفلسطينية كلها تدار ببيان اعلامي صادر باسم القوى الوطنية والاسلامية، او مثل بيانات القيادة الوطنية الموحدة لانتفاضة العام 1987، الامور الان اختلفت وباتت المعلومة الحقيقية بتفاصيلها هي اساس احداث اي تغييرات ايجابية، لأن المعلومة الحقيقية  تقود الى بناء استراتيجيات فاعلة وقوية لدى المستويات العليا في اي بلد، واصبحت المعلومة المضللة هي التي تقود الى بناء انتصارات وهمية تنتهي بمجرد انتهاء الاعلان عنها.


No comments: